تلوث مياه النيل

الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 6:24 pm

المقدمة

تعد قضية تنمية الموارد المائية وتعظيم الاستفادة منها وترشيد استخدامها من أهم التحديات التي تواجه مصر في الوقت الحاضر لتأثيرها المباشر على حاضر أمتنا ومستقبل شعبنا وأمنه السياسي الإقتصادى والإجتماعى باعتبار أن المياه هي الركيزة الأساسية لدعم خطط التنمية .
فنهر النيل هو المصدر الرئيسي لمواردنا المائية , ويعتبر خط الحياة وشريان مصر الوحيد للموارد المائية العذبة , فحصة مصر منه ثابتة وتتسم بالمحدودية مقارنه بالزيادة السكانية المضطردة ومتطلبات خطط التنمية حيث يقل متوسط نصيب الفرد منها, ولهذا يحذر المسئولون عن الموارد المائية فى مصر من الدخول فى حزام الفقر المائى خاصة ونحن قد أصبحنا على مشارف الحد الحرج , وذلك إذا لم تتغير المفاهيم حول أهمية ترشيد المياه كأحد الموارد الحياتية الرئيسية والتى يجب الحفاظ عليها وتنميتها عن طريق سياسة ترشيد أفضل لاستخدام الموارد المائية .

الأهمية الإستراتيجية لنهر النيل
نهر النيل هو المصدر الرئيسي الأول والتاريخي للمياه في مصر حاليا ،أما المصادر الأخرى فهي ثانوية وهى:
• المياه الجوفية
• ومياه الصرف التي كان مصدرها النيل أيضا.

نهر النيل هو أطول انهار العالم طوله حوالي (6.648) كيلو متر ويبلغ حوضه 3.349.000كيلو متر مربع ويشمل حوضه أ جزاء من تنزانيا وبور ندى ورواندا وزائير وكينيا وأوغندا وإثيوبيا والسودان ومصر .وابعد رافد لنهر النيل يأتي من بور ندى (نهر كاجيرا).

و حصة مصر من المياه سنويا محدودة تبعا لاتفاقيات دولية (الاتفاقية المبرمة بين مصر والسودان في 8 نوفمبر 1959 م إلى 55.5 مليار متر مكعب سنويا ) على الرغم من أن تعداد سكان مصر سنة 1959 م حوالي 20 مليون نسمة وألان أصبح أكثر من 70 مليون نسمة إلى إن حصة المياه من نهر النيل لم تتغير بل ظلت ثابتة.

وموقع مصر يجعلها تتأثر بكل ما يحدث في أحباش النهر العليا وهو ما يحتم التعاون مع تلك الدول لتنمية الموارد وطاقات النهر المائية والعمل على حسن استغلالها لصالح دول الحوض .
ملوثات نهر النيل
إن يتعرض نهر النيل لعديد من أنواع الملوثات التي تهدر من صفاته وتجعله غير صالح إلى استخدامات الشرب والري, أو ما يعود بالضرر على الإنسان والحيوان.
ما هي الملوثات ؟
هو وجود عناصر غير مرغوب فيها في المياه بكميات كبيرة مما يؤدى إلى تغيير تغير في الصفات الطبيعية أو تكسبه رائحة أو لون أو طعما و رائحة غير مرغوب فيهم مما يؤدى إلى عدم صلاحيتها للأغراض المختلفة كالشرب والري والتبريد وغيرها.

أنواع الملوثات
أ‌- الملوثات البيولوجية:

يقصد بها وجود الكائنات الحية المرئية أو غير المرئية بالعين ـ نباتية كانت أم حيوانية ـ تلوث الماء ومن هذه الكائنات التي تسبب التلوث البيولوجي للأوساط المائية:

البكتيريا, الفيروسات, الفطريات, الأوليات الحيوانية, بعض الطفيليات كالبلهارسيا والدودة الكبدية وديدان القناة الهضمية وكذلك الحشرات مثل البعوض وغيره..........
ومن هذه الكائنات ما يرى بالعين المجردة مثل بعض الطحالب والنباتات المائية وفيها لا يمكن رؤيته إلا باستخدام المجهر, مثل البكتيريا واغلب الفطريات والأوليات الحيوانية.
الأضرار الناتجة :

ب‌- التلوث العضوي.
الملوثات العضوية هي عبارة عن الفضلات النباتية والحيوانية التي لم يتناولها اى انحلال بفعل الميكروبات .

الأضرار الناتجة عن التلوث العضوي :
• نقص الاكسحين واختناق جذور النباتات.
• اختلال نسبة الأكسجين إلى ثاني أكسيد الكربون مما يودى إلى التأثير على العمليات الحيوية والكيماوية.

• تزايد إعداد الميكروبات بدرجة.
• انتشار الحشائش والأمراض الفطرية والبكتيريا.
التلوث بالمركبات السامة والمعادن
دخلت مصر عصر التحضر والتصنيع في أعقاب الحرب العالمية الثانية دون تخطيط علمي بيئي سليم ودون توافر أو تطوير للخدمات الأساسية والضرورة لهذا التطوير وقامت باستيراد المصانع التي تفتقر إلى الطرق والعمليات الصناعية الحديثة ,
فالمصانع تصب (50متر مكعب) سنويا من مياه الصرف الزراعي من خلال أكثر من(100) مصب على النيل والترع والمصارف منها ما هو معالج إلى حد ما ومنها ما هو غير معالج.

إلقاء البقايا الحيوانية والفضلات والقمامة

اى جهل الناس بحقيقة نهر النيل وانه المصدر الاساسى للماء إلى أنهم اعتبروه مصرف للتخلص من جثث حيوانات المزرعة النافقة أو التخلص من الفضلات والقمامة وأصبحوا يرمون به كل ما يخافون أن يجلب لهم أذى مثل القمامة "الطيور الميتة والمصابة بأنفلونزا الطيور مؤخرا" دون العلم بأنهم جلبوا الأذى لأنفسهم عند إلقاءهم تلك الأشياء.

قديما كان فيضان النيل " قبل إنشاء السد العالي " يعمل عملية غسيل ذاتية سنوية للتلوث .,حيث كان النهر يزيد تراكم الملوثات وكانت حركة المياه المستمرة وتقلبها تساعد على طرد الملوثات خارجا

طرق المحافظة على المياه

1 ـ عمل الاحتياطات الأزمة لمنع تسرب مياه الصرف الصحي إلى مياه نهر النيل .

2ـ التشديد على عدم صرف مخلفات المصانع , سواء كانت سائلة أو صلبة في النهر .

3ـ تحريم وتجريم إلقاء الحيوانات الميتة في نهر النيل .

4ـ عدم إلقاء القاذورات والمخلفات والمواد الصلبة والبلاستيكية في نهر النيل .

5 ـ نشر الوعي الصحي بين الفلاحين .

6ـ نشر الوعي الزراعي بين المزارعين حيث يتم التنبيه بعدم غسل الأدوات ومعدات رش المبيدات الحشرية في مياه نهر النيل( مياه الري).

7ـ اتخاذ كافة الإجراءات الأزمة نحو تطبيق القانون الخاص بحماية المجارى المائية وخاصة الأنهار.

8 ـ إنشاء مراكز قياسات ثابتة على المجارى المائية , لمراقبة التلوث الذي يطرأ عليها .

9ـ ضرورة عمل صرف خاص للمصانع والمعامل العلمية وتجميعها بعيدا عن النيل .

10ـ مكافحة التلوث الذي يؤدى إلى الأمطار الحمضية التي تلوث النيل .

11ـ تحريم استخدام مجارى المياه (النيل وغيره) كحمامات لتنظيف الحيوانات وغسيلهــا .
12ـ عدم الممارسات الجاهلة التي يقوم بها بعض الناس على ضفاف النيل مثل غسل الأواني والملابس .

المـراجــــع

1ـ الحماية القانونية للمياه العذبة / د. سحر حافظ ،الدار العربية للنشر يناير 1995م

2ـ تلوث المياه العذبة / د. احمد عبدا لجواد ، الدار العربية للنشر يناير 1995م

3 ـ تلوث البيئة في مصر المخاطر والحلول / د. مبروك سعد النجار الدار العربية للنشر يناير 1995م .

4- تلوث البيئة السلوكيات الخاطئة ومواجهته الدار/ د حسن احمد شحاتة، العربية للكتاب طبعة ثانية مارس 2002 م .

5 ـ نهر النيل نشأته واستخدام مياهه في الماضي والحاضر/ رشدي سعيد، دار الهلال , القاهرة